Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

ماذا بعد؟

   

قيادة الجيش اللبناني، وزارة الداخلية ومجلس الأمن المركزي يصدر ثلاثتهم مواقف تخص موضوع التظاهر وكأنهم في سباق تنافسي على الإمساك ب"زمام" الأمور. أما الأولى فيفترض بها عدم التدخل إلا في حالات إستثنائية وبأمر من السلطة السياسية، لكن الثانية تود "عرفياً" أن تتلاشى صيغة "علم وخبر ... وحرية" إلى صيغة ترخيص ... ولجان ارتباط ... وأركان التظاهرة. والأخير، مجلس الأمن المركزي (أي إتحاد الأجهزة الأمنية والسياسية اللبنانية والسورية) فيكرر مصطلحات ترددها السلطة منذ عشر أعوام مثل "المرحلة الدقيقة" و إأحداث الفتنة" قبل إن يردف ذلك، وكالعادة، بعملاء إسرائيل.

وإذ نحن نعي خطورة إسرائيل على لبنان الذي لا يمكنه كغيره من البلدان العربية (المتقاعسة إلى حد بعيد) عدم الإكتراث بتطورات الصراع العربي الإسرائيلي، فإن توظيف حجة عملاء إسرائيل لأغراض القمع الداخلي باتت فارغة من معناها، وهي عادة نسخت من ممارسة النظام السوري لأكثر من ثلاثين عاماً وقد أعاد استخدامها مؤخراً للتضييق على حركة الاعتراض الداخلي السلمية هناك.

أما" المرحلة الدقيقة" التي نود لفت "نظركم" إليها فهي استقالة الدولة عن دورها الاقتصادي والاجتماعي وتحولها باضطراد إلى مجرد سلطة، أو بالأحرى إلى سلطات قمعية طوائفية. وربما تعنون ب"أحداث الفتنة" تلك الاحتجاجات على مستوى الوطن التي يقوم بها العمال والزراعيون والأساتذة والطلاب الجامعيين والثانويين. وكأنه لا خيار إلا أن تكون قطاعات الدولة موزعة بين السلطات ومحسوبياتها، فتستنفذها ويجري بيعها عبر خصخصتها، وتتحول الدولة إلى مجرد أداة تحمي المصالح الاقتصادية والسياسية النافذة.

وكل ذلك في بلد هاجر قرابة نصف شبابه في العقد الأخير، وربع المتبقين من دون عمل، وبضعة أعشار تقدر بخمسة آلاف شاب تناوبوا على السجون لأسباب سياسية، ونال كثيرون منهم التعذيب الجسدي والمعنوي. أما الزعماء المكتنزون من الخارج فإنهم إلى ازدياد، وربما إرتشَ ربع الشباب من أجل انتخابهم، وقانون الانتخاب النسبي الجديد عُلق قبل مناقشته، وترويكا مكعبة، ودين يبلغ 25 مليار دولار، وما لا يقل عن سبعة أجهزة أمنية متنافسة وخمس ميايشيات، وسبعة عشر مجلس طائفي متنافس ربما يعاني بعضهم بطالة مقنعة.

و"المرحلة الدقيقة" عبر عنها بدقة وزير الخارجية الأميركية كولن باول حين جدد صفقة حرب الخليج الثانية (بعد تحرير الجنوب وبدء تفكك الحصار عن العراق واندلاع الانتفاضة الفلسطينية) حيث مدد تلزيم لبنان إلى سوريا، إلى حين تسلم أميركا للمنطقة بأسرها، مقابل ما وجده باول لدى "الرئيس [بشار] الأسد الذي كان يدعو لإنهاء العقوبات (عن العراق) رأى أن هناك جدوى في هذا التوجه (توجه الإدارة الأميركية الجديد المتشدد تجاه العراق)، لأنه هو أيضاًً قلق من أسلحة الدمار الشامل، وقال أنه إذا تقدمنا في هذا الإتجاه فإنه مستعد لوضع تدفق النفط عبر خط الأنابيب (في العراق) تحت إشراف الأمم المتحدة، وهذا ليس الوضع الآن". وبذلك تمر طريق الجولان عبر نيويورك.

أما البيت الأبيض وسفيره النشيط ديفد ساترفيلد فقد كانا من أشد المتحمسين لإجتماع التحريرالاقتصادي في باريس بمباركة البنك الدولي والاتحاد الأوروبي. إنها ذروة "الشطارة" اللبنانية المتجددة في مشروع يجمع بين أموال النفط الخليجي والارتهان للنظام السوري وللنظام الأميركي في آن واحد (على اختلافها) وأما غبطته فقد عاد من نيويورك دون أن يغبطه الأميركيون، ولا بد من جرعات حزينة شاكية باكية في الآحاد التالية عل وعسى أن يأتي طريق الشام بجديد.

ويسعنا في النهاية توجيه تحية إلى طلاب جامعة بيرزيت الذين حاولوا بأياديهم وقلوبهم إزالة أحد الحواجز التي فرضتها قوات الاحتلال لعزل المناطق الفلسطينية بعضها عن بعض فسقط شهيد وعشرون جريحاً. نتضامن معهم، على اختلاف قسوة حالهم، ومع أنفسنا ببيان سلمي يخترق العوازل المناطقية والطائفية. نتضامن معهم لأننا نشعر بقرب حركتهم كما نشعر بإيماءات طلاب كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق الذين منعوا من الاعتصام احتجاجاً على إقالة عميدتهم بسبب توقيعها على بيان ال99 مثقف سوري. ونحن نهتم بالأخيرين لأن الفضل يعود للنظام السوري بتعليمنا الاهتمام بشؤونهم عبر "اهتمامه بشؤوننا" ونوجه بالمناسبة تحية إلى الأشقاء السوريين الذين أدانوا علانية هيمنة النظام السوري على لبنان.

 

طلاب شيوعيون

المجموعات اليسارية المستقلة

الخط المباشر

   

Back To Documents