و من تكن الأسد الضـواري جدوده يكن ليله صبحـا و مطعمه غصبـا
و ما في سطـوة الأربـاب عيـب و مـا في ذلـة الـعـبـدان عـار
هو الجد حتى تفضـل العين أختها و حتى يصيـر اليـوم لليوم سيـدا
و مـا مـوت أبغـض من حيـاة أرى لهـم معـي فيهـا نصـيـبـا
ولم أر في عيـوب النـاس عيبـا كـنـقـص القـادرين على التمـام
أرى كلنـا يبغي الحيـاة لنفـسـه حـريصا عليها مستهاما بها صبـا
فحب الجبـان لنفسه أورثـه التقى وحب الشجاع لنفسه أورثه الحـربـا
و مـراد النفـوس أهـون من أن نتـعـادى فيـه أو نـتـفـانــى
غيـر أن الفتـى يـلاقي المنـايـا كـالـحـات و لا يلاقي الهـوانـا
و من طـلب الفتح الجليـل فإنمـا مفـاتيحه البيض الحقـاف الصوارم
ومن عرف الأيـام معـرفتي بهـا و بالناس روى رمحـه غيـر راحـم
من كان فوق محل الشمس موضعه فليـس يـرفعـه شـيء و لا يضـع
كـل يرى طرق الشجاعة والنـدى و لكن طبع المـرء للمـرء قـائــد
وفي تعب من يحسد الشمس نورها و يطـمـع أن يأتي لهـا بضـريـب
و ليس يصـح في الأذهان شـيء إذا احـتـاج النهـار إلـى دليــل
وتركـك في الدنيـا دويـا كأنمـا تـداول سمـع المـرء أنمله العشـر
ما أقـدر الله أن يخــزي خليقته و لا يصـدق قـوما في الذي زعمـوا
لا يسلم الشـرف الرفيع من الأذى حـتى يـراق على جـوانـبـه الـدم
إذا النـاس جـربهــم لبيــب فـإنـي قـد أكـلـتـهـم و ذاقــا
فـلـم أر ردهــم إلا خــداعـا و لـم أر ديـنـهــم إلا نـفـاقـا
إن أنت أكـرمـت الكـريم ملكتـه و إن أنت أكـرمـت اللـئيـم تمـردا