باب القبو ؟.. كنت أعرف أنك تفكر مثلي ..ليس الظلام مأموناً واجتياز الغابة ليست بالضبط مغامرة سهلة .. ثم إن مفاتيح السيارة ليست معي .. إنها مع (جان بيير) الذي أتمنى أن يكون حياً كما توقع هو ..
حسن .. دعنا نر ما هناك ..
قلت لزوجتي:
ـ" أريدك أن تهدئي .. لا هستيريا من فضلك .. لا هستيريا !"
قالت :
ـ" أنا هادئة .. أنت الذي تصرخ .."
حقاً لم ألحظ هذا من قبل .. المفروض أن تكون هي المولولة المهزوزة .. ليكن .. أضأت الكشاف وقررت أن ننزل إلى القفص .. السبب واضح هو أن نبرهن لنفسينا على أن الوضع لا يثير القلق .. الرجل حبيس قفصه وسيظل كذلك ..
كان يقف هناك في الظلام، وعيناه تلمعان في ضوء الكشاف ..
قالت لي زوجتي:
ـ" لا تنظر لعينيه .. فقط تأكد من أن القفص مغلق .."
بحثت بعناية حتى وجدت الجنزير الثقيل الملتف هناك .. كان جديداً وكان القفل من طراز (ييل) مما يدل على أن عملية تأكيد عصرية على محبس هذا الرجل تمت قريباً جداً..
قالت لي وهي تلهث في توتر:
ـ" لا أطيق فكرة أن يكون هذا الرجل حبيساً كالوحوش .. لو عرفت الشرطة لطارت رءوس كثيرة ..ليس من حق أحد أن ..."
قلت لها وأنا أرتجف بعصبية:
ـ" ليس هذا شأننا .. المهم أن نفهم ماذا حدث لصديقينا .. المفروض أن يكونا في مكان ما هنا .."
ـ" لا يوجد شيء .."
هنا رأيت الرجل يثب في القفص ليلتقط شيئا من أعلى ثم هشمه .. وجلس على الأرض يلوكه في تلذذ ..
وطواط !.. هذا الرجل لم يفقد شهيته ولا لياقته ..
وسمعت (نورا) تقول:
ـ" فقط لا تنظر إلى عينيه لأن ..........."
حين أفقت من سباتي كنت راقداً على الأرض بينما (موهون) يجلس على بعد أمتار مني .. لم تكن (نورا) هنا، وكان القفص مفتوحاً تماماً.. نهضت آملاً أن يكون هذا كابوساً لكنه لم يكن كذلك .. كان كل شيء حقيقياً وواضحاً على نور مصباح غريب لم أره في القبو من قبل .. قلت بصوت كالفحيح: ـ" أنت .. حر .." حين تكلم كان له صوت جدير بخمسمائة عام من السجن، مع وجبة يومية من الوطاويط .. جرب أنت الشيء ذاته ولا تندهش لو صار لك الصوت ذاته.. قال: ـ" أنت حررت (موهون).. العينان جعلتاك تفعل .." نظرت حولي في دهشة .. لم أدر أنني بهذه القوة من قبل .. كيف استطعت أن ...؟ كأنما فهم ما أردت قوله أشار إلى مطرقة عملاقة وإزميل جوار القفص، وقال: ـ" إنك تجرب منذ ثلاث ساعات .. " إذن أنا قد
نومت مغناطيسياً .. نومت وأنا احسب أنني
أقوى منه .. لقد استلبت عيناه إرادتي ..
وفتحت له الباب ليخرج .. مثلي كمثل الصبي
الذي حرر الجني من القمقم بعد قرون من
السجن .. أي جرم فعلت ..؟ ـ" بخير .. حتى الآن !!" للمرة الثانية أكرر أنني لا أعرف أي شيء عن وجهه .. هل كان له وجه أم لا ؟.. لا أدري .. لكنني أذكر أن قلادة كانت تتدلى على صدره، وأستطيع الآن فقط أن أقول إنها كانت تحمل هذا النقش: ثم نهض من جواري وقال وهو يتمطى كانما بعد سبات عميق جميل: ـ" الحكمة لا يتم تعلمها وإنما هي قبس من السماء.. وميراث من الأجداد، وأنت تملك ميراث الأجداد فتريث .. وتذكر .. وتعلم .." قلت في غضب وانا أنهض: ـ" إسمع أيها المهرج .. لو لم تعد لي زوجتي حالاً فلسوف ...." قال دون أن ينظر إلي: ـ" الحكمة زهرة يحرقها الغضب .. وأنت غاضب لهذا سوف تخطيء .. وحين تخطيء سوف تموت المرأة .." ثم أشار لي إلى ما كنت أخشى أن أراه.. NORA ROAN ARON NAOR أربعة صناديق متراصة .. وقد كتب على كل صندوق منها اسم معين .. متى جاءت هذه إلى القبو ؟ .. وما معنى هذه الأسماء ؟ قال لي في تؤدة: ـ" أحد الصناديق يحوي المرأة حية .. لكن هذا لن يطول لأنها تحتاج إلى الهواء ككل الفانين .. ثلاثة صناديق تحوي إما الهراء ذاته أو الموت ذاته .. عليك أن تختار .. وتختار بحكمة .." صحت في هستيريا: ـ" هل تمزح ؟.. من قال إنني سأخوض هذا الاختبار الجنوني ؟" ـ" لا خيار لديك .. لأنني لن أفتح أي صندوق .. أنت تعرف أن التعذيب لا يجدي مع (موهول) .. عليك أن تجرب بنفسك.." ما هذا الموقف الشكسبيري السخيف ؟.. هل أنا مجبر على هذا ؟.. واضح أنني مجبر .. عينا (موهول) تقولان إنني مجبر .. لو لم يكن ساحراً فهو على الأقل مجنون خطير .. يجب أن أفعل شيئاً.. سأختار .. ولكن أي صندوق ؟ جرب أن تختار معي ....... |