وترتبط معدلات درجات حرارتها الشديدة صيفا بارتفاع نسبة
الرطوبة كما يلاحظ عموما وجود فروق كبيرة بين مناخ المناطق الساحلية والصحراوية
الداخلية والمرتفعات التي تشكل في مجموعها تضاريس الدولة. فعلى الساحل يزيد متوسط
درجة الحرارة في يوليو عن 37،7 درجة وترتفع نسبة الرطوبة لتصل احيانا الي اقصى
درجاتها بينما يتسع المدى الحراري في قلب الصحراء التي تمثل القسم الاعظم من اراضي
الدولة في حين يعتدل المناخ في مناطق الجبال والمرتفعات الاخرى.
قدرت وزارة التخطيط عدد سكان دولة الامارات العربية
المتحدة في عام 2001 بنحو 3 ملايين و290 الف نسمة، وتضم امارة ابو ظبي 928 الفا
و360 نسمة.
الاستقرار السياسي والنمو
الاقتصادي
وقد استطاعت دولة الامارات العربية ان تحقق، رغم تراجع
الاقتصاد العالمي في العام 2001 الى نسبة نمو تبلغ 1،4 في المئة، وفقا لتقديرات
صندوق النقد الدولي، ولاسيما بعد احداث 11 ايلول في الولايات المتحدة الاميركية،
نموا جيدا في اقتصادها نتيجة للوضع السياسي والاجتماعي المستقر والبنية التحتية
المتطورة والمناخ الاستثماري الملائم.
وقد اكدت بعثة صندوق النقد الدولي التي زارت الامارات
خلال شهر ايار 2001 ان ما يحدث في دولة الامارات من نمو اقتصادي وانفتاح استثماري
يعد انجازا كبيرا بكل المقاييس، ليس في المنطقة العربية فحسب. ولكن على المستويين
الاقليمي والدولي.
وقد عينت دولة الامارات في شهر حزيران 2002 ممثلها لدى
منظمة التجارة العالمية بمقرها في جنيف، بعد ان انضمت الى المنظمة سنة .1996 واعلنت
وزارة التخطيط ان اقتصاد الدولة شهد انتعاشا ملحوظا خلال عام ،2000 حيث حققت
القطاعات الاقتصادية معدلات نمو مرتفعة ساهمت في دعم سياسة الدولة في مجال التنويع
الاقتصادي، مما يجعل الاقتصاد الوطني اكثر توازنا وامنا وقدرة على مواجهة التحديات
المستقبلية.
التطورات الاقتصادية
ادى تبوؤ الدولة مركزا متطورا في الخريطة السياحية
الاقليمية، والنشاطات التجارية والترفيهية، والمهرجانات السنوية التي نظمتها،
والافواج السياحية التي استقبلتها، والمؤتمرات والمعارض التي اقامتها، الى نمو ناتج
قطاع المطاعم والفنادق، كما نما ناتج قطاع النقل والتخزين والاتصالات.
وقد تعززت مكانة هذا القطاع نتيجة لاهمية الموقع
الجغرافي للدولة وتعدد منافذها من مطارات وموانىء حديثة ذات مواصفات عالمية، وتطور
وسائل الاتصالات وانعكاس تصاعد نشاط التجارة الخارجية على زيادة وتيرة نشاط قطاع
النقل والتخزين والاتصالات.
التطور الصناعي
وحقق التطور الصناعي خلال السنوات الاخيرة نموا مضطردا
نتيجة توجه الاستثمارات الكبيرة نحو هذا القطاع واقامة صناعات ضخمة اعتمدت على
الموارد الهيدروكربونية والطاقة. ومن اهمها صناعة تكرير النفط وتسييل الغاز وصناعة
الاسمدة الكيماوية وصهر الالمنيوم وصناعة الاسمنت ومواد البناء. كما قامت العديد من
الصناعات الاستهلاكية التي اسهمت في تغطية جزء كبير من حجم الاستهلاك المحلي كصناعة
اللحوم والالبان والاغذية الخفيفة والملابس والاثاث والبلاستيك والمنتجات المعدنية
والانشاءات والفايبر غلاس وغير ذلك من صناعات تحويلية غطت ارجاء الدولة كافة.
المناطق الحرة في الامارات
وقد عززت المناطق الصناعية والتجارية والالكترونية التي
اقيمت في دولة الامارات العربية المتحدة من فرص التنمية الصناعية المتسارعة من خلال
جذب الاستثمارات الصناعية الضخمة الى هذا القطاع ونقل التكنولوجيا واحدث التقنيات
العالمية في الصناعة الى البلاد. وتوجد في الدولة تسع مناطق حرة اساسية تمكنت من
استقطاب اكثر من 3 آلاف شركة من المنطقة والعالم وجذبت ما يزيد على 35 مليار درهم
في مشاريع استثمارية متنوعة. وتقدم دولة الامارات حوافز تشجيعية كبيرة في المناطق
الحرة بمنحها حق التملك للمستثمرين الاجانب بنسبة 100 في المئة والاعفاءات الجمركية
وضمان حرية تحويل الاموال وعدم وجود ضرائب او رسوم على دخل الشركات. بالاضافة الى
التسهيلات الخاصة بانجاز المعاملات مع امكانات الاستئجار للاراضي لمدة تصل الى 50
عاماً.
السياحة
نجحت دولة الامارات العربية المتحدة ان تفرض نفسها
كوجهة سياحية مهمة في خارطة السياحة العالمية، بعدما وفرت كل المقومات الاساسية
لصناعة السياحة وانشأت مؤسسات جديدة للترويج السياحي. وانجزت عددا كبيرا من المرافق
السياحية الحيوية، بحيث اصبحت جميع امارات الدولة مراكز للجذب السياحي من مختلف دول
العالم.
وتتمتع دولة الامارات بكل مقومات الصناعة السياحية وفي
مقدمها الامن والاستقرار والموقع الجغرافي والاستراتيجي والطقس المتميز طوال اكثر
من ستة اشهر في العام، والصناعة المعرضية ومتعة التجول والتسوق بحرية وامن
وطمأنينة. بالاضافة الى البنية الاساسية الحديثة المتطورة التي تكفل خدمات راقية
للسائحين من مطارات وموانىء وشبكة طرق ووسائل اتصال ومواصلات وغيرها من الخدمات
الراقية التي توفـرها للزوار والسائحين.
كما تمثل الشواطىء الرملية الذهبية النظيفة الممتدة
لمسافة 700 كيلومتر، والخدمات المتميزة لاكثر من 356 فندقا من مختلف انحاء الدولة،
والآثار السياحية التاريخية ومراكز التراث والمتاحف.
بلغ عدد السياح الذين زاروا الدولة بنهاية العام 2000
اكثر من 4 ملايين سائح من دول مجلس التعاون والدول العربية واميركا واوروبا وآسيا
وافريقيا. امضوا نحو 10 ملايين ليلة في فنادق الدولة ومنتجعاتها.